مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/14/2021 04:02:00 م

 إدمانُ الأدوية والجرعات المُسكّنة 5

إدمانُ الأدوية والجرعات المُسكّنة 5

 إدمانُ الأدوية والجرعات المُسكّنة 5



لماذا يستخدم الأطباء الترامادول مع بعض مرضاهم؟ 


بعد كل ما ذكرناهُ من أعراض جانبيّة خطيرة جدَّا تكون مرافقة لتعاطي الترامادول، يدور في رأس البعض منكم سؤال جوهري وهو، لماذا تستخدمون الترامادول بعد معرفتكم بجميع أضرارهِ؟


عزيزي القارِئ نحن نستخدم الدَّواء عندما تكون كمّية المنافع الّتي يقدّمها أكبر من الأضرار المرافقة له،

 وفي بعض الحالات، كمرضى السَّرطان وعند انتهاء العمليات الجراحية الضَّخمة وغيرها من الحالات، يُعتبر النَّفع الّذي يقدّمهُ الترامادول من نواحي تسكين الآلآم الّتي لا يتحمّلها المريض أكبر بكثير من الضّرر المرافق للتعاطي. 


طبعاً التَّعاطي هنا يتم تحت إشراف طبي، ولأوقاتٍ محدَّدة، مع دراسة آلية إيقاف الدّواء بعد زوال الآلآم بشكل تدريجي وذلك منعا لحدوث أعراض انسحابيّة. 


أما في حالة مدمن الترامادول،

 فلا وجود لآلآم جمَّة يعجز صاحبها عن تحمُّلها، هو فقط يتعاطى دون سبب واضح، لذلك تكون كمية الضّرر أكبر بكثير من كمّية النّفع، وهنا يعدُّ الترامادول مضرَّاً بالصّحة، ومهدِّداً للحياة. 


باختصار يا عزيزي، أنت عندما تخطو خطوة في طريق إدمان الترامادول، كأنَّك تخطو خطوة في طريق الموت، نعم صديقي أنت هنا تقتل نفسك، هل هنالك شعور أشنع من هذا!! 


لذلك إن كُنت لا تتعاطى الترامادول

 فأرجوك لا تفكِّر أبدا في الأمر، ولا تقبل توجيه حتى نظرك نحو طريق الترامادول،ولا تقبل أن تُجرِّب، فأغلب المدمنين بدؤوا بتجربة، عندما ألحَّ عليهم رفاق السُّوء. 

فإذا كُنت تُعاني من التَّعب وغيره من حجج التعاطي الّتي ذكرناها في المقال السّابق، لا بأس اخلد للنوم، تناول طعام صحّي، اشرب الماء، هنالك ألف طريقة أخرى لتفادي الألم، لا تتحجّج بضيق الوقت، يوجد ما يكفي من الوقت ويزيد. 


وإذا كُنت تتعاطى

 فأنا يا صديقي أنصحك - من خلال مقالي هذا- أن تذهب إلى مصحّة نفسيِّة لعلاج الإدمان، هنالك يوجد اخصَّائيِّين سوف يساعدوك من خلال خبرتهم بآلية العلاج المعرفي والسُّلوكي على التخلّص من إدمان الترامادول، والسيطرة على الأعراض الإنسحابيّة بأسرع وقت ممكن. 

صديقي الذّهاب إلى المصحّة النفسيّة لا يُعدُّ أمراً سيّئاً، على العكس فأنت هنا تُصنَّف من ضمن النُّبلاء لأنّكَ فكّرتَ في عائلتك وفي أقرانك وفكّرت في نفسك الّتي لا تستحق منك ما تفعلهُ بها، لذلك اذهب ولا تتردّد، لأنَّك إن تأخرت فالوجهة التَّالية هي الموت. 


الحياة هبه من الله سبحانه وتعالى، وقد خلقك الله في أحسن تقويم. 

هذا التقويم الّذي يحتوي عدد لا مُتناهي من الخلايا الّتي تكوّن نسج وأعضاء تعمل بدقّة عجيبة، وبترابط عجيب.

هذا التقويم الّذي عندما يتعب يبعث لكَ رسالة على هيئة أعراض، لماذا لا نستجيب لها؟. 

لماذا نُصرُّ على معاقبة أجسادنا الّتي تعمل ليل نهار لكي نبقى على قيد الحياة، ونتَّجه إلى الضّغط عليها عن طريق مجموعة من التّصرُّفات الغير لائقة بنا أصحاب العقول والفكر؟! 

حافظ على جسدك، فلهُ حقٌّ عليك، ولا تحاول أبدا السير في طرق مؤذبة، تذكَّر أنَّك أنت الخاسر الوحيد. 


عزيزي القارِئ إلى هنا نكون قد أنهينا مقالنا، الّذي أطلنا فيهِ الحديث عن إدمان الترامادول، وذكرنا عدد جيّد من الأسباب المؤدّية للإدمان والأعراض المرافقة للإدمان. 

أمنيتي أن يكون مقالي هذا كالمنبّه الّذي يوقظ المتعاطي، وينبِّه الغافل عن أضرار التعاطي. 


سنتحدّث في مقالنا اللاحق عن سبل العلاج المُتَّبعة ضمن المصحّات النفسيّة الخاصّة بذلك وغيرها من طرائق العلاج المأخوذ بها، انتظروني.. 


لا ننسى جلَّ من لا يُخطِئ، وإذا أحسنت فمن الله، وإذا أسأت فمن نفسي.. 


إلى اللّقاء...

بقلم الدكتور علي سويدان 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.